ريفال وغدر الزمان فتك بها التفكك الاسري

ريڤال... ضحية الغدر والقسوة

طفلة عادت جثةً بعد أن اختطفها والدها.. فهل ينصفها القانون؟

في مشهد مأساوي يُمزق القلب، أسدل الستار على حياة الطفلة ريڤال محمد محمود خلف، التي لم تتجاوز سنواتها القليلة، بعدما تحولت من فتاة تبحث عن حنان الأب، إلى شهيدة تعذيب لا ترحمه براءة.

منذ ما يزيد عن عام ونصف، اختُطفت ريڤال على يد والدها الهارب من أحكام قضائية تخص النفقة والحقوق الزوجية، وظلت الأم تبحث عنها وسط صمتٍ مخيف. حتى جاء عيد الفطر، الذي لم يحمل سوى الألم، إذ تلقت الأسرة اتصالًا صادمًا من قسم أول العاشر من رمضان: الطفلة في العناية المركزة، والأب وزوجته قيد الاحتجاز.

وفي مستشفى العاشر الجامعي، تبيّن أن ريڤال وصلت في حالة خطيرة: نزيف في المخ والرئتين، جروح، حروق، وتشوهات جسدية مروعة. وبالتحقيق، تبيّن أن الأب، زوجته المدعوة نجلاء سعيد ذكي، وأبناء زوجته، قد اعتدوا على الطفلة بشكل ممنهج طيلة شهر رمضان.

شهرٌ كامل من التعذيب...

كُسرت فيه ضلوعها، وذُبحت فيه براءتها، وامتلأ جسدها بآثار الحروق والصعق الكهربائي، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، دون أن تدري بأي ذنب تُعذّب!

بلاغٌ من الجيران، وتحركٌ أمني عاجل، أسفر عن القبض على الجناة، الذين اعترفوا تفصيلًا بالجريمة أمام النيابة، وتم حبسهم على ذمة التحقيق. ووسط هذه الفاجعة، حاولت عائلة القاتل تبرير الجريمة، زاعمين أن الطفلة "سقطت من على السلم"، في محاولة فاشلة للتستر على الجريمة.

لكن الحقيقة كانت أقسى من أن تُخفى...

ريڤال ليست من غزة، ولا من سوريا... بل من هنا، من قلب مصر. صورتها وهي تحتضر ليست من ساحة حرب، بل من مستشفى كان يجب أن يحتضن الشفاء لا الوداع.

فباي ذنبٍ قُتلت؟

ومن يتحمل ذنبها؟

ومن يُعيد لطفولةٍ سُرقت تحت وطأة القسوة؟